الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

لا غداً و لا في أي يوم آخر



لا , أنا لن أحتفل بانتصار أكتوبر مع المجلس العسكري غداً لأن المجلس العسكري ليس هو صاحب ذلك الانتصار , لأن المجلس العسكري نزع من قلوبنا كل إمكانية للاحتفال , لأنه لم بفعل سوى أن بدد أموالنا على استعراضات قوة لا داعي لها , لأن كل من كانوا السبب الحقيقي وراء انتصار حرب أكتوبر استشهدوا في سبيلها أو يؤيدون بشدة الثورة التي يحاول المجلس العسكري سرقتها بشتى الطرق, لذلك لن أحتفل مع المجلس العسكري لا غداً و لا في أي يوم آخر .......


الشيماء السيوفي

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

شكلكم لسة بتهزروا !!



يبدو أن وصلة "الهزار" ستطول قليلاً , وصلة لا تريد أن تنتهي في الغالب , على الأقل هذا ما يبدو لي الآن . صحيح أن الضحك شئ صحي و لكن ما يزيد عن حده ينقلب لضده , أليس كذلك ؟
الناس التي صارت "تهزر" زادت , و المصيبة أنهم لا يعرفون أنهم يفعلون , أما المصيبة الأكبر فهو أننا تعبنا منهم و من هذا الهزار . الضغط على الدمل يزيد و الانفجار صار وشيكاً جداً , هم لا يدركون هذا ..... و يتمادون في الهزار !
و من أولئك الذين يتمتعون بخفة دم تثير الغثيان , حزب اتخذ لنفسه شعار الدين , رغم أن الدين شئ و السياسة شئ , رغم أن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام قال " أنتم أعلم بشؤون دنياكم " و أن اختيار الخلفاء في بدايات الإسلام كان على أساس الأصلح سياسياً و ليس الأكثر قياماً للليل !
هذا الحزب هو "حزب الدبور"
و حزب "الدبور" هذا لمن لا يعرف هو الحزب الذي "زن على خراب على عشه" , صحيح أنه كان "خرباناً" أصلاً من وجهة نظري و كان أمره سينكشف إن عاجلاً أو آجلاً فهي كانت مسألة وقت , و لكن الله شاء أن يعجل ذلك الحزب اللطيف بتشويه صورته بالتوقيع إياه الذي نعرفه جميعاً .
و بصراحة التوقيع لا يضحكني و لا أستغربه , فهو , بالنسبة لي , كان متوقعاً جداً . أما ما لم أتوقعه بصراحة هي تلك اللافتات القماشية الضخمة التي تشرح لنا كيف أن الانضمام لذلك الحزب هو الطريق المضمون , السهل , و ربما الوحيد للجنة ! بصراحة سوف تنتابني "كريزة" الضحك مرة أخرى . سمعنا الكثير يا أخي , سمعنا و تعلمنا و قرأنا و و ... لكنني في حياتي لم أسمع عن حزب يدخلك الجنة . لا ليست الصلاة و لا الصيام و لا الذكر , ليست الصدقة و حسن المعاملة و بر الوالدين .. إنه الحزب !!
بصراحة , هناك سؤال محشور في حلقي بالعرض و أرغب في بصقه في وجه أولئك الدبابير و أقول :
"هو الحزب ده بيدخلنا الجنة إزاي يعني ؟ "
فعلاً , أنا لا أمزح , يعني هل سيجبر الحزب أعضاء الحزب على الصلاة و الحجاب و غض البصر ؟ و هل إجبار المرء على فعل ما بلا أدنى اقتناع يدخله الجنة ؟!
 أم تراهم يملكون نسخاً من مفاتيح الجنة في سلاسل مفاتيحهم ؟؟؟
 و يوزعون منها على الأعضاء المنضمين !
تخيل معي هذه الصورة .. أنت جالس في الجامعة , أو في المترو , أو في المكتب .. يأتي رجل يرتدي أبيض في أبيض , و يمسك سلسة مفاتيحه في يده لأنه لا يملك جيباً يضعها فيه لأنه لا يرتدي بنطالاً لأن البنطال حرام و بدعة و من ألبسة الغرب .. تخيل نفسك تسرق نظرة فضولية صغيرة نحو سلسلة المفاتيح تلك لتلاحظ من بينها مفتاحاً غريباً عن بقية المفاتيح و ربما أكبر قليلاً .. تخيل معي أن فضولك زاد قليلاً و تجرأت على الحديث معه رغم وجهه السمح قائلاً :
- " هو ده مفتاح إيه حضرتك ؟ "
أتوقع وقتها أن يبتسم الرجل السمح في تكبر و ازدراء لأنك فاسق و لا تملك نفس المفتاح , بل تجهل كل شئ عنه لدرجة أنك لا تعرف حتى شكله  , و سوف يجيبك , إن أجاب , قائلاً :
- " ده مفتاح الجنة "
و عندما يلاحظ الذهول على وجهك سوف تتسع ابتسامته و يجيب في ثقة دون أن تسأل :
-" أصل أنا في حزب الدبور"
بعدها سوف يتركك في ذهولك الذي لن تفيق منه في الغالب إلا بعد يومين , سوف تتعجب و تضرب كفاً بكف و أنت تتذكر قوله تعالى (يَغفرُ لمَن يَشَاء و يُعذّب مَن يَشاء) , لم يكن في الآية أي ذكر لأي أحزاب أو مفاتيح , و لا في القرآن كله , فمن أين أتى الرجل السمح بهذه الثقة؟!

فقط سأطلب منك خدمة صغيرة اذا سمحت .. لو اقتنعت بثقة الرجل السمح , أو أعجبك شكل المفتاح و قررت الانضمام لحزب الدبور , و أعطوك نسخة من المفتاح إياه .... لا تنسخ لي من مفتاحكم هذا لأنني قررت أن أسعى نحو الجنة بالطريقة التي أشار علي بها سيد الخلق عليه الصلاة و السلام .. و ليس على طريقة سيد الدبابير !


الشيماء السيوفي

السبت، 1 أكتوبر 2011

أكيد بتهزروا !



هل يذكر أحدكم تلك العبارة التي قالها (أحمد حلمي) في فيلم (ظرف طارق) عندما دخل إلى ذلك المطعم و وجد كل الجالسات بداخله من غير الجميلات ؟ 
"أكيد بتهزروا !"
هذه الجملة أرغب في قولها لكثيرين ! بل ربما أرغب أن أمشي في شارع و أصرخ بها في كل اتجاه أو أن أعلقها كيافطة على عنقي !!
لقد بلغ الهذر مداه في كل اتجاه  ..
أمس عندما كنت أتصفح الفيسبوك بعد طول انقطاع عنه قرأت جملة عن لسان أحد الـ الـ .. أستعفر الله العظيم .. لا أريد أن أسب أحداً .. هو أحد الأشخاص ممن يطلقون على أنفسهم أسماء مستعارة يظنونها رهيبة جداً و "كوووول آخر حاجة" في حين أنها مضحكة و مثيرة للاشمئزاز , شخص يطلق على نفسه اسم حشرة ! و السبب وراء هذه التسمية مجهول حتى الآن و لكن ترجح بعضعة مصادر أنه قد يكون الخجل من لقبه الحقيقي الذي لا يقل إضحاكاً عن الحشرة
و لنسميه مجازاً (عادل الخنفسة)
و (عادل الخنفسة ) هذا , ما شاء الله , شاب نجح في كل شئ , في الدراسة و الغناء و .. نعم هو مغني . و قد قمت بعملية انتحارية في يوم من الأيام و جربت أن أسمع جزءاً من إحدى أغنياته . و أقسم بالله العظيم لم تكن سيئة , لم تكن سيئة على الإطلاق لأنها لم تكن أغنية أصلاً , هي كانت شيئاً أنا بصراحة لازلت أجهل نوعه أو تصنيفه , لذلك لم أتمكن من الحكم عليها ,  و لذلك أيضاً لم أستطع إكمالها !
من مميزات (عادل الخنفسة) أيضاً أنه رجل قوي الشكيمة و الطلة , أي رجل يراه يخاف على نفسه منه , أي و الله يخاف !!
و عندما وجد البطل الهمام (خنفسة) أنه رائع و ناجح في كل شئ  فكر في اقتحام عالم السياسة و الإعلام , فأصبح يطل علينا من شاشات التلفيزيون عبر قناة ناجحة مثله , بل و صار له برنامج خاص به يعرض فيه أفكاره الرائعة التي تحمل رسالة مضمونها أن ثورة 25 يناير جميلة و زي الفل و كنا نحتاجها فعلاَ , لكن كل من قاموا بها خونة يحملون درجة الدكتوراه و يأخذون "كورسات" بالخارج , و هي طبعاً جرائم يعاقب عليها القانون بالإعدام شنقاً دون أي رحمة أو تخفيف !
و لكي لا نطيل في الكلام عن (خنفسة) نفسه , و الكلام عن (خنفسه) قد يطول إلى ما لا نهاية . لذلك دعونا نعد لتلك الجملة التي قرأتها و أنا أتصفح الفيسبوك أمس .
كانت الجملة تصف مشاحنات و اشتباكات تحدث بين (خنفسة) و أصدقائه الحشرات و بين الثوار . يصف (خنفسة) الاشتباكات بأنها "حرب" و أنه "مش قادر يوصف" و أن حشراته آآ "رجالته مظببطينهم" , و "هم" هذه تعود على "الثوار" طبعاً .
ربما لن يصدقني أحد و لكنها الحقيقة و أقسم عليها , أنا في بداية الأمر اعتقدت أن هذه الجملة "تريقة" أطلقها أحد الثوار , لأنه من المستحيل أن يتحدث شخص عاقل , أو حتى غير عاقل بهذا الشكل عن اشتباكات تقع بين مواطنين من نفس البلد بنفس الطريقة التي يتحدث بها طالب ثانوي عن "خناقة" حدثت بين شباب مدرسته و شباب المدرسة المجاورة , إلى الحد الذي يصف فيه رجالته بأنهم "مظبطينهم" !
طبعاً نأتي لأكثر الأجزاء إضحاكاً و هي "مش قادر أوصف" ...... ده أنا اللي مش قادرة أوصف و الله ..ههههههههههه
و لكم أن تتخيلوا مدى الذهول الذي كنت فيه عندما علمت أن الجملة فعلاً كانت حقيقية !!!
هذا الخنفسة يظن نفسه بطلاً قومياً رغم أنه ليس سوى "خنفسة" ! هذا الخنفسة يأخذ الموضوع باستخفاف و كل همه أن يكسب هو و عالم الحشرات المصاحب له هذه الجولة و تصبح النتيجة واحد صفر لصالحهم , هذا الخنفسة يكذب أو يتخيل أو يحلم و هو مفتوح العينين إذ يتخيل أن من معه "ظبطوا" الثوار الذين أسقطوا نظاماً كاملاً .. كيف "ظبطوهم" يعني ؟ بالقرص و الزن ؟!!
لذلك أشعر اليوم برغبة قوية أن أقابل (خنفسة) و أصدقائه من البعوض و الذباب و الصراصير لأقف أمامهم و أبتسم في سخرية و أقول:
"أكيد بتهزروا" !!!!


الشيماء السيوفي



طابور الصباح





أيقظته الضوضاء التي لم يدرك مصدرها في البداية . كان رفع جسده من على مرتبة الفراش النحيلة أصعب جزء في اليوم كالعادة  , نهض و هو يهرش مؤخرة عنقه التي التوت من نومته السيئة و هو يتجه نحو خصاص الشرفة المترب لينظر من خلاله إلى المدرسة التي تقع أسفل شقته بالضبط , مدرسة ابتدائية مليئة بالملابس الكحلية التي ارتداها هو في يوم من الأيام , هل كانت ملابس مدرسته كحلية فعلاً ؟ لعلها كانت بنية أو رمادية ,هو لا يذكر و لا يهتم ..
نظر ملياً إلى الأجساد الصغيرة التي تلعب و تعبث عبثاً لا يفهمه بعد أن كان يفعل يوماً , ذهب ليعد لنفسه شيئاً دافئاً يجعله يفيق . عاد و في يده قدحاً من القهوة المرة التي تزيد من مرارة صباحاته , فتح الشرفة عن آخرها ليدع ضوء النهار الهادئ يدخل إلى الحجرة البنية المظلمة , يقولون أن الشمس و الهواء و هذه الأشياء تشعر المرء بالسعادة و الانتعاش , و ها هو يملأ عينيه و  رئتيه عن آخرهما بلا جدوى .. تباً لكل شئ ....
رشف رشفة من السائل البني القذر الذي يفترض به أن يرفع ضغطه المنخفض فتتسع فتحتا عينيه قليلاً بدلاً من هذه التسبيلة "الحريمي" الناعسة ! كان يقطن في الدور الثاني لذا كان يسطتيع رؤية الأولاد في الحوش و يستطيعون رؤيته بسهولة , نظر إليه فعلاً عدد قليل منهم و تهامسوا قليلاً فيما بينهم . لم يكن يعرف أسماء أولئك الأطفال و لا أعمارهم و لا كيف يبدو ذويهم , كل ما كان يعرف هو ثقته فيما يفكرون فيه الآن و هم ينظرون إليه , كان يعرف جيداً أنهم يحسدونه و يودون لو كانوا مكانه ! لم لا ؟ لم لا و هو في نظرهم ذلك الشاب الوسيم الذي يرتدي ما يحلو له , و يستيقظ في الوقت الذي يحلو له ليقف في شرفته يرتشف مشروباً لذيذا من ذلك القدح في يده , لا بد و أنه الكاكاو الذي يفضلونه , أكيد هو !  كيف لا يحسدونه و هو لا يذاكر و يخرج في الوقت الذي يشاء ليمرح كما يشاء , هه ؟ كيف ؟
ابتسم في سخرية و هو يتذكر ذلك التوق الشديد الذي تملكه هو نفسه في مختلف أوقات حياته . قبل المدرسة تمنى لو كان في المدرسة حيث الأصدقاء و اللعب و الإثارة بدلاً من التلفاز الممل و الجلوس في البيت بلا عمل طوال اليوم . في المدرسة تمنى لو كان في الجامعة حيث الحرية و الفتيات بدلاً من الواجبات التي تورم يده و الحقيبة التي تحني ظهره . في الجامعة تمنى لو يتخرج حيث العمل و المسؤولية و الأهمية و المستقبل الباهر بدلاً من المحاضرات الطويلة المملة و خطط العصابات التي يضعها الفتيان ليوقعوا بالفتيات و العكس . بعد التخرج تمتى لو يتزوج حيث الحب و الاستقرار و البيت الهادئ الجميل بدلاً من الصداع و الوحدة و السهر المضني في المكتب .
في كل مرحلة يكون مقتنعاً أن ما هو فيه هو أسوأ شئ في الوجود و أن ما هو آت هو أجمل شئ في الوجود , لم يرتح و يقنع و لو لمرة واحدة بما هو فيه في أي لحظة من لحظات حياته , فهل هذا هو ما كانت خالته دوماً تطلق عليه لفظة "البطر" , تتبعها بعبارة " يا ابنى البطران حاله قطران" ؟ هل هو كذلك فعلاً ؟ بطران على طول الخط ؟؟
 نظر إلى يساره حيث البناية الملاصقة لبنايته , شرفة توازي شرفته في الارتفاع تقريباً , يجلس فيها رجل مسن مسترخياً على مقعد من الخوص و أمامه جريدة و فنجان فارغ , و قد أسبل الرجل جفنيه فيما يشبه الاستمتاع أو الرضا . ترى , إلى أي مرحلة يصبو هذا الشيخ و قد انتهت تقريباً كل مراحل و فرص حياته ؟ هل يصبو إلى الجنة مثلاً ؟ هل ماتت زوجته التي أحبها و هو يمني نفسه الآن باللحاق بها ؟ هل هذا هو معنى التوق الدائم إلى المستقبل ؟ و هل أراد الله لنا أن ننظر دائماً إلى الأمام ثم إلى الأمام ثم إلى الأمام ؟ هل هي فطرة وضعت فينا جعلتنا نضع الجنة نصب أعيننا حتى نعمل جاهدين للوصول لها و نظل نحلم به طوال حياتنا ؟ ناظرين إلى الأمام دون أن ندري السبب الحقيقي لذلك ؟
أنهى قدح القهوة المرة و هو يتململ في وقفته استعداداً للدخول مرة أخرى , ألقى نظرة أخيرة على الأطفال في الحوش و الشيخ في الشرفة المجاورة , هو الآن يقف في المنتصف بالضبط تقريباً بين الاثنين , و هو ناقم بكل تأكيد على ما هو فيه الآن , يتمنى لو ينتقل إلى مرحلة الشيخ حيث .. حيث .. حيث اللاشئ في الواقع , هذا الشيخ حياته تنتهي أما هو فحياته تكاد تبدأ . نظر إلأى الأطفال مرة أخرى و هو يتمنى لو يعود طفلاً مرة أخرى , أو يعود إلى الجامعة , صحيح أن تلك الفترات كانت تحمل ألماً و تعباً لكنه راغب في أن يكون أي شخص سواه في تلك اللحظة , أن ينتقل إلى الخلف أو إلى الأمام , ربما لو انتقل إلى الأمام لانتهت حياته و لكف عن محاولة التغيير و التنقيح , و ربما لو انتقل إلى الخلف لعاش حياته بطريقة أفضل بكثير من التي عاشها بها فعلاً .. إنه نادم على غبائه بشدة !
دخل إلى حجرته و أغلق خصاص الشرفة باحكام كي يمنع الضوء من الدخول فهو لا يملك الوقت الكافي للتسكع في الشرفة و مشاهدة الأطفال و الشيوخ , لديه الكثير من الاكتئاب ليعيشه , و الاكتئاب يحتاج إلى الوقت و التركيز  و الهدوء !!