الاثنين، 3 أكتوبر 2011

شكلكم لسة بتهزروا !!



يبدو أن وصلة "الهزار" ستطول قليلاً , وصلة لا تريد أن تنتهي في الغالب , على الأقل هذا ما يبدو لي الآن . صحيح أن الضحك شئ صحي و لكن ما يزيد عن حده ينقلب لضده , أليس كذلك ؟
الناس التي صارت "تهزر" زادت , و المصيبة أنهم لا يعرفون أنهم يفعلون , أما المصيبة الأكبر فهو أننا تعبنا منهم و من هذا الهزار . الضغط على الدمل يزيد و الانفجار صار وشيكاً جداً , هم لا يدركون هذا ..... و يتمادون في الهزار !
و من أولئك الذين يتمتعون بخفة دم تثير الغثيان , حزب اتخذ لنفسه شعار الدين , رغم أن الدين شئ و السياسة شئ , رغم أن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام قال " أنتم أعلم بشؤون دنياكم " و أن اختيار الخلفاء في بدايات الإسلام كان على أساس الأصلح سياسياً و ليس الأكثر قياماً للليل !
هذا الحزب هو "حزب الدبور"
و حزب "الدبور" هذا لمن لا يعرف هو الحزب الذي "زن على خراب على عشه" , صحيح أنه كان "خرباناً" أصلاً من وجهة نظري و كان أمره سينكشف إن عاجلاً أو آجلاً فهي كانت مسألة وقت , و لكن الله شاء أن يعجل ذلك الحزب اللطيف بتشويه صورته بالتوقيع إياه الذي نعرفه جميعاً .
و بصراحة التوقيع لا يضحكني و لا أستغربه , فهو , بالنسبة لي , كان متوقعاً جداً . أما ما لم أتوقعه بصراحة هي تلك اللافتات القماشية الضخمة التي تشرح لنا كيف أن الانضمام لذلك الحزب هو الطريق المضمون , السهل , و ربما الوحيد للجنة ! بصراحة سوف تنتابني "كريزة" الضحك مرة أخرى . سمعنا الكثير يا أخي , سمعنا و تعلمنا و قرأنا و و ... لكنني في حياتي لم أسمع عن حزب يدخلك الجنة . لا ليست الصلاة و لا الصيام و لا الذكر , ليست الصدقة و حسن المعاملة و بر الوالدين .. إنه الحزب !!
بصراحة , هناك سؤال محشور في حلقي بالعرض و أرغب في بصقه في وجه أولئك الدبابير و أقول :
"هو الحزب ده بيدخلنا الجنة إزاي يعني ؟ "
فعلاً , أنا لا أمزح , يعني هل سيجبر الحزب أعضاء الحزب على الصلاة و الحجاب و غض البصر ؟ و هل إجبار المرء على فعل ما بلا أدنى اقتناع يدخله الجنة ؟!
 أم تراهم يملكون نسخاً من مفاتيح الجنة في سلاسل مفاتيحهم ؟؟؟
 و يوزعون منها على الأعضاء المنضمين !
تخيل معي هذه الصورة .. أنت جالس في الجامعة , أو في المترو , أو في المكتب .. يأتي رجل يرتدي أبيض في أبيض , و يمسك سلسة مفاتيحه في يده لأنه لا يملك جيباً يضعها فيه لأنه لا يرتدي بنطالاً لأن البنطال حرام و بدعة و من ألبسة الغرب .. تخيل نفسك تسرق نظرة فضولية صغيرة نحو سلسلة المفاتيح تلك لتلاحظ من بينها مفتاحاً غريباً عن بقية المفاتيح و ربما أكبر قليلاً .. تخيل معي أن فضولك زاد قليلاً و تجرأت على الحديث معه رغم وجهه السمح قائلاً :
- " هو ده مفتاح إيه حضرتك ؟ "
أتوقع وقتها أن يبتسم الرجل السمح في تكبر و ازدراء لأنك فاسق و لا تملك نفس المفتاح , بل تجهل كل شئ عنه لدرجة أنك لا تعرف حتى شكله  , و سوف يجيبك , إن أجاب , قائلاً :
- " ده مفتاح الجنة "
و عندما يلاحظ الذهول على وجهك سوف تتسع ابتسامته و يجيب في ثقة دون أن تسأل :
-" أصل أنا في حزب الدبور"
بعدها سوف يتركك في ذهولك الذي لن تفيق منه في الغالب إلا بعد يومين , سوف تتعجب و تضرب كفاً بكف و أنت تتذكر قوله تعالى (يَغفرُ لمَن يَشَاء و يُعذّب مَن يَشاء) , لم يكن في الآية أي ذكر لأي أحزاب أو مفاتيح , و لا في القرآن كله , فمن أين أتى الرجل السمح بهذه الثقة؟!

فقط سأطلب منك خدمة صغيرة اذا سمحت .. لو اقتنعت بثقة الرجل السمح , أو أعجبك شكل المفتاح و قررت الانضمام لحزب الدبور , و أعطوك نسخة من المفتاح إياه .... لا تنسخ لي من مفتاحكم هذا لأنني قررت أن أسعى نحو الجنة بالطريقة التي أشار علي بها سيد الخلق عليه الصلاة و السلام .. و ليس على طريقة سيد الدبابير !


الشيماء السيوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق