الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

المهنة : ناشط سياسي

نسمع كثيراً ذلك التعبير المكون من كلمتين : ناشط سياسي . و الناشط السياسي هو ذلك الشخص - سواء أكان ذكر أو أنثى - الذي يهتم بالسياسة و بأمورها و تجده دائماً يهتف أو يسير في مظاهرة .
أي شخص يتصف بهذه الصفة يكون في الغالب أو الظاهر شخصاً عاديا يحب بلده و بالتالي مهتماً بشؤونها ,  لأنه لو كان يحب السياسة  و السياسة لذاتها , لعمل في السلك الدبلوماسي أو امتهن مهنة ما في حزب معين . و لكنه في الغالب لا يفعل .
أنا هنا لا أتحدث عن النشطاء السياسيين في مختلف دول العالم فأنا لا أجزم أنني أعرفهم أو أعرف ما يفعلون , أنا أتكلم عنا هنا في مصر , عن الناشط السياسي المصري .
ليس الغرض هنا النقد بقدر ما هو توضيح نقطة هامة قد تغيب عن البعض .
من هو الناشط السياسي ؟
من وجهة نظري , فالنشاط السياسي هو الاهتمام بالبلد لأنك تحبها , أن تدعم حملات معينة تفيدها أو تخرج في مظاهرة لاثبات رأيك في قضية هامة . و المفترض أن يحدث هذا في جزء من يومك , جزء منفصل تماماً عن عملك و أسرتك و حياتك العادية .
يعني كي نكون واضحين , النشاط السياسي ليس وظيفة و لا يصح أن يعرف به شخص ما أو أن يوضع مثلاً في خانة المهنة في بطاقتك الشخصية . سيكون الأمر مضحكاً لو حدث هذا , سيكون أشبه بوضع كلمة "وطني" في خانة الوظيفة !
طبعاً كل واحد حر في رأيه و أسلوب حياته لكنني أرى أن البعض يتخذ كلمة "ناشط سياسي" كمهنة , و يكون ذلك للأسف لأسباب خاطئة تماماً , هناك من يفعلها لأجل الشهرة و هناك من يفعلها بسبب الفراغ و هناك من يفعلها للسببين معاً , شخص يريد أن يكون مشهوراً , لديه الكثير جداً من الوقت و القليل جداً من المواهب , ليس هذا عيباً بأي حال من الأحوال , لم يخلقنا الله لنكون جميعاً مشهورين  موهوبين متميزين , و لا يقلل هذا من شأن أولئك النشطاء و لا يشكك في وطنيتهم , بالعكس , قد يكون أولئك الأشخاص أكثر وطنية مني و منك . فأين تكمن المشكلة ؟
تكمن المشكلة عندما يبتلع لقب " ناشط سياسي" هذا صاحبه تماماً , عندما يقتنع به و يتلبسه و يشتهر لأجله و يصبح ذا كلمة مسموعة فقط لأنه "ناشط سياسي" يسير في المظاهرات و يصرخ في وجوه رجال الأمن بتحدي . لكن , هل هو كاتب مثلاً ؟ صحفي ؟ سياسي حقيقي يفهم كيف تكون السياسية ؟ ناقد ؟ مفكر ؟
لا .
صحيح أن هناك نشطاء كثيرون جداً يعرفون معنى الكلمة جيداً , و يعرفون أنها مجرد صفة تضاف إلى صفاتهم الشخصية , و لا علاقة لها على الإطلاق بمهنهم , و لكن هناك آخرين لا يتصرفون على هذا الأساس , و بمعنى آخر "تأخذهم الجلالة" ليظنوا و يظن الناس معهم أن كلامهم عبقري جداً و "منزل" من السماء .
لقب "ناشط سياسي" بالنسبة لي لا يختلف كثيراً و لا يجب أن يختلف كثيراً عن لقب "وطني" .. تماماً مثل : كريم - طويل - أبيض البشرة - ذكي ... إلخ ..
هذا رأيي الخاص , و أحترم كل من له رأي مخالف ....


الشيماء السيوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق